تكريماً لنيافة الكاردينال مار نصرالله صفير الكلّي الطوبى أقام رئيس المركز اللبناني للأبحاث والإنماء أنطوان أنطوان سعد بتاريخ 4 كانون الأول 2011 مأدبة غداء في " قصر فخر الدين " برمانا بحضور حشد من السياسيين والإعلاميين والأصدقاء ألقى خلالها نيافةالبطريرك مار نصرالله بطرس صفيرالكلمةالتالية:
صاحبَ النيافة،
أصحاب المعالي والسعادة والسيادة،
القيادات الوطنية والسياسية والحزبية والعسكرية،
حضرة النقباء اأجالّء والقضاة الكرام والزمالء اأعزاء،
زمالئي في الرابطة المارونية وفي المركز اللبناني لأبحاث
واإنماء،
حضرة رؤساء البلديات والفعاليات اأهلية والمدنية،
ممثلي وسائل اإعالم والكلمة الحرة،
صديقاتي وأصدقائي الكرام،
من أين لي أن يباركَ بيتي، ويُحفَرُ اسمَهُ على تًمثال أُمنِّا العذراء،
في حديقة منزلي المتواضع، مَنْ حَفِظَ أمانةَ مارون، وحافظَ على مجدِ
لبنان، مدى ربع قَرن، ولم يكلّ عن محاولة جمع اللبنانيين، على اختافِ
مشارِبِهم، إلنقاذ الوطن، مِن أسوأ أشكال الهيمَنةِ، والتفرقةِ، والتناحر؟
مِن راحتيْكَ، وقلبكَ، أغدقت على لبنانَ الواحد الموحد، بكل فئاته
ومكوناته، فأصبحت رمزاً لحُريةِ الكلمة، وصابةِ الموقف، ومثااً للحكمة
والرويّة، والصبرِ، واحتمالِ الشدائد، والتضحية، والغفران، وتجاوزِ اإلساءة
وقد أساؤا إليك كثيراً وهم في الحقيقةِ، أساؤا إلى أنفسِهم، وقد
تجاوزتَ كلّ ذلك، حتى بلغَ الوطنُ مشارفَ الحريةِ واإلستقرار.
في تأمُّلك، نقرأُ مسيرة ربعِ قرنٍ على سدّةِ بكركي، بين صاةٍ
وشهادةٍ، مُرشداً وهادياً فقد كنتَ الصوتَ الصارخَ، حتى استعاد الوطنُ
عافيتَه، حُرّاً، سيداً، مستقاً.
يا صاحبَ النيافة، أيها الشيخُ الجليل،
ألجلِ كلِّ صرخةٍ أطلقتَها ، وكلِّ نصيحةٍ أسديتَها ، أو موقفٍ اتّخذتَه،
ندعو لك بالعمرِ المديد ، إلى أن يعودَ لبنان إلى ذاتِه، متحرّراً من دوّامةِ
الصراعاتِ اإلقليمية والدَوْلية، خارجَ خِضَمِّ العدوات، واألحقا، واألطماعِ،
واألنانيات!
يها اإلخوة، من ربيعِ لبنان انطلق الربيعُ العربيّ.
لذلك، نحن على يقين أنّ بلدَ الربيعِِ، لن يخونَ ربيعُه، وأنّ الوطنَ
الرسالة ، لن يتخلّى عن رسالتِهِ !
لقد استفاقت شعوبٌ شقيقةٌ، من غفوةٍ طويلةٍ، ونهضت من كَبوةٍ
مديدةٍ، فهنيئاً للشرق صحوتُه، وللبنان ريادَتَه.
وبِئس من يعيش ميت في كنَفِ الدكتاتوريين ومصاصي الدماء، وهنيئاً
للميت حياً في كنف الحرية واألحرار. نقول ما نقول وقد جاء في اإلنجيل
المقدس ما معناه،
" اشهدوا للحقّ والحقّ يحرّركم ".
وها إن دماءَ الشهداء، وأنين المعتقلين وصبرنا على مرِّ أعوامِ المحنةِ
والمعاناة، قد أنبتوا ربيعاً لبنانياً عربياً، نتمنّاه تقدماً ثقافياً، ورُقيّاً اجتماعياً،
وانفتاحاً على رحابِ الدنيا، من دونِ تعصّبٍ أو تزمُّتٍ، أو رجعيّةٍ، فا
تعودُ الديكتاتوريات تُفرّخُ الثورات، وتُجهِضُ أحام النهضة! وا يؤدي شبق
السلطة وفائض القوة ونشوة الساح إلى شلّ عقول أصحابه. فلِنصلّي
معكَ يا صاحبَ النيافة كي يُنير اه عقول هؤاء وينجينا من مغامراتهم!
صاحب النيافة يوم قررت اإلستقالة قلت لي "إذا أديت قسطك
إلى العلى فنم"،
إسمح لي أن أقول لك إنك بطريرك ا يستقيل وا ينم أنت بطريرك
لكل ربيع ولكل استقال وسيادة وحرية، وقد وردني في األمس القريب أن
الثوار في سوريا باتوا يحملون صورتك في مسيراتهم.
شكراً يا صاحب النيافة على ما علّمْتَ وأنجزْتَ وأديت، ملتمساً أنْ
تتقبّلَ عُرفاني لشرفِ حضوركَ، ومنحِنا بركتكَ.
وشكراً للحضورِ الكريمِ كل الحضور الذي شرفني بتلبية دعوتي وقد
أتيتم من الشمال الكورة عكار ومن الجبل وأهل المتن ومن الجنوب جزين
وصيدا وبيروت ستّ الدنيا، هذا الحضور الذي عبّر عن محبتِهِ وتقديرِه
لشخصكم الكريم، ولِلقِيَم التي تجسّدونها.
والشكر من صميمِ القلبِ، لكلِّ من أسهم في جعل هذا النهار
السعيد، عربونَ إجالٍ واحترامٍ ومحبةِ، تفيضُ من قلوبٍ مؤمنةٍ باه
ولبنان!
وأخيراً نجدد القول يا صاحبَ النيافة، لك فعاً أُعطيَ مجدُ لبنان.
وشكرا
4/12/2011
المحامي الدكتور أنطوان أنطوان سعد